فصل: مقدمة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجموعة أسئلة في بيع وشراء الذهب **


 مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه‏,‏ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‏,‏ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له‏,‏ وشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم‏.‏‏.‏‏.‏ أما بعد‏.‏‏.‏

فقد شرع الله تعالى لعباده في معاملاتهم نظمًا كاملة مبنية على العدل لا يساويها أي نظام آخر‏,‏ وإن من الظلم في المعاملات واجتناب العدل والاستقامة أن تكون مشتملة على الربا الذي حذر الله تعالى منه في كتابه وعلى لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأجمع المسلمون على تحريمه‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ‏}‏ ‏[‏البقرة 278-279‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ‏}‏ ‏[‏آل عمران 130-132‏]‏ ‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَمْحَقُ اللَّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ‏}‏ ‏[‏البقرة 275-276‏]‏‏.‏

ولقد ثبت في صحيح مسلم ‏[‏في كتاب المساقات، باب لعن آكل الربا وموكله رقم ‏(‏1598‏)‏‏.‏‏]‏ من حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال‏:‏ ‏(‏هم سواء‏)‏ واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى‏,‏ والله تعالى إنما خلق الجن والإنس‏,‏ وأودع فيهم العقول والإدراك‏,‏ وبعث فيهم الرسل وبث فيهم النذر ليقوموا بعبادته والتذلل له بالطاعة مقدمين أمره وأمر رسوله على ما تهواه أنفسهم‏,‏ فان ذلك هو حقيقة العبادة ومقتضي الإيمان بالله سبحانه وتعالى كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِينًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 36‏]‏ ‏.‏

فلا خيار للمؤمن إن كان مؤمنا حقا في أمر قضاه الله ورسوله‏,‏ وليس أمامه الا الرضا والتسليم التام سواء وافق هواه أم خالفه‏,‏ والا فليس بمؤمن كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا‏}‏ ‏[‏النساء 65‏]‏ ‏.‏إذا تبين هذا فاعلم أن أوامر الله تعالى تنقسم إلى قسمين‏:‏

قسم يختص بمعاملته سبحانه وتعالى كالطهارة والصلاة والصيام والحج‏,‏ وهذا لا يستريب أحد في التعبد لله تعالى به‏,‏ وقسم يختص بمعاملة الخلق وهي المعاملة الجارية بينهم من بيع وشراء وإيجار ورهن وغيرها‏,‏ وكما أن تنفيذ أوامر الله تعالى والتزام شريعته في القسم الأول أمر معلوم وجوبه لكل احد‏,‏ فكذلك تنفيذ أوامره والتزام شريعته في القسم الثاني أمر واجب إذ الكل من حكم الله تعالى على عباده‏,‏ فعلى المؤمن تنفيذ حكم الله والتزام شريعته في هذه وذاك‏.‏‏.‏‏.‏وبعد ‏.‏‏.‏

فهذه أسئلة عن البيع وشراء واستعمال الذهب ‏[‏ما يقال عن بيع وشراء الذهب يقال عن بيع وشراء الفضة‏]‏‏.‏ موجهة لشيخنا محمد بن صالح العثيمين تفضل بالإجابة عليها سائلاً الله تعالى أن ينفع بها من قرأها أو سمعها‏,‏ وان يعظم الأجر والمثوبة لمن كتبها أو طبعها أو نشرها أو عمل بها وهو حسبنا ونعم الوكيل‏.‏‏.‏‏.‏